منذ ربيعها الأول، دأبت المجموعة على تشكيل قاعدة جماهيرية تحمل مبادئ وأفكار مبنية أساسا على التشجيع المستمر، والذود عن الفريق ودعمه في حله وترحاله دون قيد أو شرط. مبادئ ظلت سارية في النفوس، فبين ماكث وراحل، مقبل ومدبر، ظلت الإيگلز موطنا لكل الطامحين الذين استأنسوا بالأجواء وألفوا فيه ضالتهم، فقطعوا العهد بأن يربطوا الوصال بكيانهم بلا مواربة.ض
إن الفرد ليأتي إلى هذا البيت وهو لا يعلم حجم الشغف الذي قاده إليه، فقد يطول به المقام ليجد نفسه فاعلا، ناجحا، مبدعا ورقما صعبا في معادلة التشجيع، وقد يمر مرور الكرام دون شيء يذكر، فتنتهي القصة عند أول مطب، وتغدو الإيگلز من زاوية نظره محض سحابة عابرة لم يرتشف من نداها إلا القليل.ض
مما يجعلنا أمام إشكال مضن لابد له من تفسيرات، ما الذي يجعل المجموعة في نظر العضو أولوية قصوى؟ ومتى يمكن اعتبارها مجرد سحابة مارة من مساره؟
إن الكثير من الأفراد الذين يجدون ذواتهم في المجموعة، إنما وجدوا البيئة الملائمة والمناخ الرطب الذي ساعدهم أكثر على الاندماج داخل الإيگلز، ومن جملة ما مكنهم من ذلك :ض
الإيمان بالفكرة منذ الوهلة الأولى، والوعي بحجم المسؤولية.ض
الإبداع… لعل ما يجعل عددا من الأعضاء متشبثين ببقائهم في المجموعة، كونهم وجدوا الأرض الخصبة التي تحتضن أفكارهم لتنمو في ألق وبهاء؛ مما يشجعهم على الإبداع بلا قيد، لأنهم يعلمون أن ما زرعوه سيغدو محصولا وافرا. ولا نعني بالإبداع هنا جملة من الأمور المزركشة بألوان البهاء والتي قد تبدو لناظرها من بعيد صورة بهية ناصعة، بيد أن لبها لا يعكس توجهات وأفكار المجموعة، بل نقصد بالإبداع تلك الأمور البسيطة التي تحمل في طياتها قيمة مضافة لعمل المجموعة وأرشيفها، إنه بخلاصة العمل الذي يحدث الفارق مهما كان بسيطا.ض
الأسرة وجو اللحمة… قد تخونك الشوارع والأزقة، وتتيه عن أعز الناس وأقربهم إليك، فتجد المجموعة خير سند لك، قد تجد ضالتك هنا حين تتقاسم مع أفراد المجموعة هم الفريق، وتتكبد معهم عناء السهر والتحضير والتنقل من أجل تحفيز الفريق… كل هذا يجعلك تعيش في وسط أسري تتحمل فيه مسؤولية الأب والأخ الحريص على سلامة إخوته، وهذا كفيل بأن يمنحك أسرة متكاملة الأطراف.ض
الانتماء الأبدي وميثاق الشرف… يقول الشاعر: ” لا خير في ود امرِئٍ متلون •• إذا الريح مالت مال حيث تميل”.ض
هنا فقط لا يصمد إلا الشرفاء، أولئك الذين وقعوا ميثاق الشرف، شرف الانتماء للمجموعة، والوعد بالوفاء، أولئك الذين يوفون بما عاهدوا عليه، ولا يخشون في ذلك لومة لائم.ض
العطاء… أن تكون عضوا في الإيگلز يعني أنك مستعد دوما للعطاء، فالفرد المعطاء هنا هو الذي ينوع من أفكاره، ويبتدع الأساليب الحديثة، وينقب عن المعارف الجديدة التي من شأنها أن تغني رصيده الثقافي والمعرفي، الشيء الذي سينعكس بالإيجاب على عطائه داخل المجموعة، هذا العطاء الذي ينبغي أن يقابل دوما بالتشجيع والتنويه، كي يستمر العضو دوما في الجد والمثابرة، دون تبخيس أو إنكار لمجهوده.ض
المسؤول ودوره الفاعل في تسيير المجموعة… يبقى دور المسؤول هاما جدا في إبقاء الأعضاء متلاحمين فيما بينهم، ويتم ذلك باعتماد مبدأ المساواة بين الجميع، واحتضان كل الأطراف ولم شملهم وجعلهم يعملون كخلية نحل، لا يتخلَّف أحدهم عن مهامه، ولا يقصى أحدهم من أدواره. هذا المسؤول هو الذي يشد بحرارة على أيدي الشباب ويوجههم إلى الدرب الصحيح، ويذود عن حماهم، ويمنحهم الفرصة الكاملة للتعبير عن مكنوناتهم، ويجعلهم يشعرون بأنهم حقا أفراد مهمون داخل هذه المنظومة.ض
أمام كل هذا الشغف، نجد فئة قليلة ترى من زاوية نظرهم مجموعة الإيگلز مجرد سحابة عابرة، ومجرد تجربة عاشوها في فترات متقطعة من حياتهم، ولعل ما يجعلهم متقلبين في ودهم :ض
الالتراس بالنسبة لهم مجرد باحة… كثيرون منهم ينظرون للإيگلز على أنها منتزه لالتقاط الصور وإثارة الفوضى، دون مراعاة لحجم المبادئ التي تنفرد بها المجموعة، فهم بذلك يقضون فترة ضجيج وسط أركان المجموعة لا لشيء، سوى لإثارة إعجاب الآخرين والتباهي بحجم وعدد التنقلات التي قاموا بها خلال فترة انضمامهم لها. كل هذا لا يشفع لهم أبدا، حتى وإن قضوا عمرهم كله في التنقل وتشجيع الفريق.ض
الرسائل المشفرة والصيد في الماء العكر… أغلب تلك الفئات التي تمر مرور البرق من ذاكرة الإيگلز، تأتي بدوافع مجهولة لبعث رسائل مشفرة لجهات معنية، مُتلبِّسين بثوب المجموعة، ومحملين إياها عددا من العواقب التي تنجم عن طيشهم وعدوانيتهم، ولعل سجل الأحداث يحتفظ بمثل تلك الوقائع التي أدخلت المجموعة في تهم ملفقة أبطالها محسوبون على جمهور الرجاء.ض
فئة عريضة من أولئك تتحين أبسط الفرص لتثير الفوضى وتسيء إلى سمعة الفريق والمجموعة لا لغرض واضح، وإنما بغية التفرقة والتشتيت بين حكماء الإيگلز.ض
…تبخيس العطاء وغياب التشجيع
كثيرون هم الذين أقصاهم الإهمال، ونال منهم الإقصاء، حتى ظلت محاولاتهم اليائسة عائقا حال دون استمرارهم داخل أسوار المجموعة. إن هذه الممارسات التي تبخس المُجِدَّ عطاءه، ولا تمنحه علامة على كل مجهود ولو كان يسيرا يترتب عنها شعور بعدم الانتماء، ووحدة قاتلة تدفع بالفرد إلى التواري شيئا فشيئا، حتى يغيب ذكره عن الأنظار، لأنه يشعر دوما أن جهده يذهب أدراج الرياح، وهذا ما يجعل الإيگلز بالنسبة له سحابة عابرة لم تمطر عليه ما يكفي كي ينبت نباته ويشتد عوده.ض
حين نقارن بين هاتين الفئتين لا يسعنا إلا أن نؤكد على أن الإيگلز ظلت وفية لمبادئ الانتماء المؤسسة على الوفاء والحب والابداع، ولا تزال نائية عن تلك الأفكار التقليدية التي لا تحرض على الإبداع وخلق الفكرة من اللاشيء وتحويلها إلى كيان قائم بذاته متشبع بفكرة التشجيع المستمر، دون توقف عن التحفيز داخل وخارج الملعب وبكل الوسائل المشروعة والمتاحة. إنها الفكرة الصائبة التي تجعل من الفرد داخل المجموعة عنصرا فاعلا يبدع ويخلق الأساليب التشجيعية، إنه الشخص الذي يستحق صفة العضو النشيط، وهو العنصر الذي نراه دوما يحمل شعار الإيگلز ويتجاوز به حدود هذا الوطن. إنه أيضا العضو الذي يعطي استمرارية للفكرة ويدعمها حتى تتجسد على أرض الواقع، فيعطي بذلك مثالا حيا على الجو السائد وسط بيت الإيگلز، جو يؤمن بأن الفكرة تولد من مخاض عسير فتنمو شيئا .فشيئا لتمنح صاحبها الأهلية بأن يكون متواجدا هنا، وتمنحه جواز سفر يعبر به كل حدود الإبداع.ض
هذا العضو وأمثاله هم من يستمرون رغم كل الظروف دون مبالاة بالحيثيات.