لطالما كان موضوع علاقة الرجاء بالإيغلز شائكا على سهولته، فالقصة أشبه بوصف مذاق المياه، حيث إن الأمر واضح جدا لكن لا تجد الكلمات المناسبة للتعبير عن ذلك بدقة متناهية، فالعضو المنتمي للمجموعة يرى نفسه أقرب للكيان ليس تعاليا أو إحساسا بالتميز عن البقية ولكن لأنه وجد مجتمعا مصغرا يشاركه هذا الشغف بأدق تفاصيله خصوصا أن الجميع وضع الرجاء فوق كل اعتبار ومحور كل قرار
بآخر كلمة من الفقرة الأولى ننطلق في تحليل نقاشات الإيغلز التي تخلص لقراراتها حول الرجاء، فكل اجتماع أو حديث جانبي تجد هذا الموضوع قد أخذ حيزا مهما من الوقت، فتاريخيا جل أعمالنا عرفت دفاعا عن الرجاء أو تعبيرا عما يختلجنا تجاهها وإما عتابا للمكلفين حينها أو تحذيرا لمن يهمه الأمر كي ينقذ النسر من الضياع، فلا فائدة في عمل أو قرار يتطرق لمواضيع أخرى مادامت الرجاء ليست بخير، فيما يخص قرارات المجموعة فتتسم بالليونة؛ أي مصلحة الفريق أولا ولو على حساب المجموعة، فمثلا لا يمكن أن نتشبث بموقف سابق في الوقت الحالي لأنه قد يعيق تقدم النادي، في المقابل هناك مواقف لا تتغير ونخص بالذكر تلك التي خرجنا بها ضد لاعب ما أهان تاريخ هذا الفريق العريق، إذن من خلال ما سبق يتضح أن التعصب للمواقف لا يمكن أن يكون في وجه الرجاء بل تجاه أشخاص لطخوا أسماءهم بالعار ولم يتركوا لنا ذكرى طيبة نستحضرها
معروف أن المجموعة تتشكل من خلايا وفروع في مختلف المناطق، حيث إن كل منقطة لها تقاليد وأعراف تختلف عن البقية ولكن ما الذي يوحد الجميع؟ كيف نستطيع التفكير جميعا في نفس الهدف على اختلاف العقليات؟ الجواب بسيط وهو الرجاء. فالنقاش الطاغي هو حال الفريق بأدق التفاصيل وكيف يمكن أن يكون تأثيرنا إيجابيا على السير العام لنتائج النادي نحو الأحسن، فالذي يميز فرد الالتراس عن البقية هو السؤال الدائم عن إمكانية المساعدة المادية ولو على حساب مصروفه الشخصي، فعلى سبيل المثال نأخذ فترة الوباء داخل المجموعة، كان النقاش حول ظروف إعادة الرجاء للواجهة ماديا خصوصا في ظل التضرر من عدم وجود مداخيل الملعب، حيث أصر الجميع على ضرورة تقديم العون بطريقة أخرى انتهت بالحل الأمثل “بطاقة الانتماء”، فالقاعدة تقول “الرجاء بخير إذن نحن كذلك” وهذا هو ملخص علاقة كل فرد منا بالكيان وبالتالي علاقة الإيغلز ككل بها أيضا
من خلال الفقرات السابقة تتضح الرؤيا حول المسار الذي ينتج عنه اتخاذ القرار داخل المجموعة، فالانطلاق يكون من الإشكالية المراد حلها، حيث إن البلاغات لا يكون هدفها الكتابة من أجل الكتابة فقط، بل طرح عدة نقاط بغرض وضع ما أمكن من الحلول في الأخير، بالعودة للقرارات فبعد طرح الإشكال يكون النقاش داخليا من خلال طرح مختلف وجهات النظر ومحاولة إيجاد نقط مشتركة بينها، مع الوضع في الاعتبار مصلحة النادي في ذلك ليس فقط في اللحظة ولكن على المستوى البعيد كي لا يتضرر أحد من القرار يوما ما. بعد ذلك تتم بلورة النقاش في شكل عوارض مركزة توضح مكامن الخلل وأسبابها لكي تسمّى الأشياء بمسمياتها بعيدا عن لغة الخشب، ونحمّل كل شخص مسؤوليته مادام موظفا بالنادي ويجب عليه أن يكون أهلا للثقة؛ وإلا سيجد شعبا يحاسبه على تخاذله، في المرحلة الأخيرة للقرار يكون مشكلا من إشكاليات مفصلة تقودنا للأسباب وأخيرا الحلول
إن طريقة العمل داخل المجموعة تتميز بالاستقلالية عن الإسهال الفكري للبقية والذين يعتمدون بالأساس على رد الفعل العصبي في لحظته، نعم هناك مواضيع تتطلب رد الفعل الفوري ولكن دون نرفزة أو تسرع يعود بالسلب على الفريق والمجموعة، حيث إن الرزانة والهدوء سمتان لطالما كانتا سببا في قراراتنا، والتاريخ يشهد بنجاح هذا النهج الذي يتخذ مصلحة الرجاء هدفا لتحقيقه والدفاع عنه من كل متربص يحاول تقييد النسر