كورونا هنا بعد مرورها بأغلب الدول العظمى والتي استشرى فيها كالنار في الهشيم، فيروس ب ” نانو مترات ” أحدث حالة طوارئ بالعالم أسره، أدخل الجميع منازلهم وأودى بحياة العديدين رحمة الله عليهم وأصاب الكثيرين بالضرر. حالة الاستنفار القصوى هذه لم نعهدها حتى في الحروب، فيروس ربما سلبياته أكثر لكن هناك جانب آخر للفيروس، ذلك الجانب الإيجابي، جانب جعلنا نفكر لإعادة ترتيب أوراقنا ورد الحقوق لأصحابها فهذا طبيب لا ينام، ممرض مكترث للمرضى، مهندس يعمل في الخفاء، أستاذ يبحث عن حلول، مخترع يسابق الزمن لليسر، مسؤول في الميدان على غير عادته، صحافة تكترث للأهم لا الحثالة، جنود في دورهم الطبيعي وشعب مواطن واع مسؤول

الحجر الصحي وإن كان فيه ضرر للفقير أكثر فهو خير قرار للجميع، فصبر جميل … سنتجاوز الأمر ودوام الحال من المحال. نعم “كورونا” سجنت الجميع، وهذا لصالحنا جميعا وحماية لأنفسنا وذوينا. رغم أن الأمر في صالح البشرية جمعاء إلا أن الأغلب يتملكه إحساس أنه مسجون، سؤالنا اليوم: كيف هو الشعور بالأمر؟ أليس الأمر قاتلا لمن هم وراء القضبان وسجنوا ظلما وعدوانا؟ كيف هو شعورهم وهم يعلمون أن الظلم ظلمات وما بيدهم حيلة؟

اليوم كورونا تضعنا أمام حقيقة المسجونين خلف القضبان ومنهم إخوان لنا نسأل الله أن يمدهم بالقوة والصبر، فنحن في منازلنا ونحس بالاضطهاد من فيروس أصاب الجميع، ولو أن حجم الألم والطريقة تختلفان، رسالتنا للمسؤول الذي لبِس عباءة المواطن الصّالح والذي يخاف على الجميع أن يتحلى بالأمر دوما لأن الفيروس الأخطر هو ذاك الذي يدفعنا لتهميش أبناء هذا الوطن أو زج الشباب في السجون إذ همه الوحيد النداء بحقه العادل والمشروع، وبدل أن يعذب أبناؤنا في السجون نفسيا فلنأخذ بيدهم نحو مستقبل أفضل لأن المستقبل يجب أن يُبنى على شباب هذا الوطن وكفاءتهم. ” كورونا ” اليوم أظهرت جَليا أن العديد مِمَّن وجب وضعهم ب ” السيلون ” كُثُر ويحظون بحريتهم كما لم يحظ به يوما من يحب هذا الوطن. ” كورونا ” وإن اعتبرناها المجرم فهي أيضا إحقاقٌ للحقّ في وقت يسجن فيه المظلوم بينما الظالم حر طليق

.الحرية لكل أبناء المدرّج ولكل سجينٍ مظلوم

 : ونختم بقول أحدهم
وعسى الذي أهدى ليوسُفَ أهلَه          وأعزَّه في السجنِ وهْوَ أسيرُ
أنْ يستجيبَ  لنا   فيَجمعَ  شملنا          واللهُ ربُّ العالمين قديرُ